الإحتفال ب
عيد الحب السؤال : فقد إنتشر في الآونة الأخيرة الإحتفال ب
عيد الحب _خاصة بين الطالبات _ وهو
عيد من أعياد النصارى ، ويكون الزي كاملا باللون الأحمر الملبس والحذاء ويتبادلن الزهور الحمراء .. نأمل من فضيلتكم بيان
حكم الاحتفال بمثل هذا ال
عيد ، و
ما توجيهكم للمسلمين في مثل هذه الأمور والله يحفظكم ويرعاكم ؟
الجواب : الإحتفال ب
عيد الحب لا يجوز لوجوه :
الأول : إنه
عيد بدعي لا أساس له في الشريعة .
الثاني : أنه يدعو إلى إشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح _ رضي الله عنه _ فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر ال
عيد سواء في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيزاً بدينه وأن لا يكون إمعة يتبع كل ناعق . أسأل الله أن يعيذ المسلمين من كل الفتن
ما ظهر منها و
ما بطن وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه .
كتبه محمد الصالح العثيمين في 5/ 11/ 1420 هـ
قصة
الحب الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ ؛ ؛
الحب كلمة ذو معنى كبير لها مفهموها ودلالتها وحدودها في ظل الشرع المطهر .
و
الحب له قصته في عالم الحياة
لكن العجيب والمحزن حين
ما يستغل
الحب والعاطفة استغلالاً سيئًا حتى ارتبط بأساطير وخرافات وأعياد لا يقبلها العقل السوي ومن ذلك أن ترى في منتصف شهر فبراير (شباط) من كل عام من يحتفل احتفالاً كبيرًا ويسمونه
عيد الحب وقصة هذا ال
عيد (
الحب) من أعياد الرو
مان الوثنيين.
وهو عبارة عن تعبير في المفهوم الوثني الرو
ماني عن
الحب الإلهي ولهذا ال
عيد الوثني أساطير استمرت عند الرو
مان وعند ورثتهم من النصارى ومن سائدها وأكثرها رواجًا وانتشارًا أن الرو
مان يعتقدون أن (رومليوس) مؤسس مدينة (رو
ما) أرضعته ذات يوم ذئبه فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر فكانوا يحتفلون بهذه الحادثة كل عام وكان من مراسيمه أن يذبح فيه كلب وعنزة ويدهن شابان مفتولا العضلات جسميه
ما بدم الكلب والعنزة ثم يغسلان الدم باللبن وبعد ذلك يسير موكب عظيم يكون الشابان في مقدمته يطوفان الطرقات ومعه
ما قطعتان من الجلد يُلطخان به
ما كل من صادفه
ما والنساء الروميات يتعرضن لتلك اللط
مات مرحبات لاعتقادهن بأنها تمنع العقم وتشفيه.
ويسمى أحيانًا
عيد الحب (فالنتين) وعلاقة فالنتين ب
عيد الحب (فالقديس فالنتين): اسم التصق باثنين من قدامى ضحايا الكنيسة النصرانية وقيل هو واحد توفى في رو
ما أثر تعذيب القائد القوطي (كلوديوس) عام (296م) وبُنيت كنيسة في رو
ما في المكان الذي توفى فيه عام (350م) تخليدًا لذكراه.
ول
ما اعتنق الرو
مان النصرانية أبقوا على الاحتفال ب
عيد الحب السابق ذكره لكن نقلوه من مفهومه الوثني (
الحب الإلهي) إلى مفهوم آخر يُعبّرُ عنه بشهداءِ
الحب ممثلاً في القديس (فالنتين) الداّعية إلى
الحب والسلام الذي استشهد في زعمهم في سبيل ذلك
الحب ويسمى أيضًا (
عيد العشاق) واعتبر القديس فالنتين شفيع العشاق وراعيهم.
وكان من اعتقاداتهم الباطلة أنه فيه تكتب أس
ماء الفتيات اللاتي في سن الزواج في لفافات صغيرة من الورق وتوضع في طبق على منضدة ويدعى الشباب الذين يرغبون في الزواج ليخرج كل منهم ورقة فيضع نفسه في خدمة صاحبة الاسم المكتوب لمدة عام يختبر كلٌ منه
ما خلق الآخر ثم يتزوجان أو ي
عيدان الكره في العام التالي يوم ال
عيد أيضًا، وغيره
ما م
ما قيل وحكي في سبب هذا ال
عيد المزعوم
رفض واستنكار
ومع هذا ثار رجال الدين النصراني في إيطاليا على هذا التقليد وأبطلوه واعتبروه مفسدة لأخلاق الشباب والشابات لأنه كان مشهورًا عندهم في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين ثم تم إحياؤه وانتشر في كثير من البلاد الغربية محلات تبيع كتبًا صغيرة تسمى (كتاب الفالنتين) فيها أشعار غرامية وكل
مات عشقية لترسل من المحبوب إلى محبوبته في بطاقات تهنئة يعبرون بهذه الجملة
عيد العشق لأنه كان حبًا ألهيًا عند الوثنيين وعشقًا عند النصارى.
هذه قصة
الحب في
عيده المزعوم
• فإلى من أظهر البهجة والسرور في هذا ال
عيد.
• إلى من تبادلوا الورود الحمراء . . .
• إلى من تبادلوا توزيع بطاقات التهنئة في هذا ال
عيد (
الحب) • إلى من جعلوا صورة (كيوبيد) في بطاقاتهم وهو الطفل الذي له جناحان يحمل قوسًا ونشابًا وهو عند الأمة الرو
مانية الوثنية إله
الحب ، إلى من تبادلوا كل
مات
الحب والعشق والغرام:
• إلى من أرادوا منك أن تكون فالنتينيًا ك
ما كتبوا على بطاقاتهم وعبروا بنداءاتهم.
• إلى من أقاموا الحفلات النهارية والسهرات الليلية .
• إلى من ربطوا شرائط حمراء اللون أو لبسوا لباس أحمر اللون بقصد الاحتفال به.
• إلى من نفخوا البالونات الحمراء وكتبوا عليها (I LOVE YOU).
• إلى من نقشوا الأس
ماء والقلوب على اليدين والحروف الأولى من الأس
ماء.
انتبهوا! فهذا يمثل المفهوم النصراني والمفهوم الوثني، واعلم أن أصل هذا
الحب عقيدة وثنية يعبر عنها ب
الحب الإلهي الوثني الذي عبدوه من دون الله فهل ترضى أن تحتفل بمناسبة شركية تعظم فيها الأوثان.
وأعلم أن نشأة هذا ال
عيد مرتبط بأساطير وخرافات لا يقبلها العقل السليم فضلاً على عقل مسلم آمن بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا.
الحب الحقيقي
وأعلم ك
ما أسلفت لك أن هذا ال
عيد أبطله رجال الدين النصراني في إيطاليا (وهي معقل الكاثوليك) ل
ما فيه من إشاعة الأخلاق السيئة والتأثير على عقول الشباب والفتيات فكان الأولى بالمسلمين نبذه وعدم قبوله، وليعلم أننا لا نريد بهذا أن نحرم الناس من
الحب الحقيقي والمشاعر والعواطف التي تنصرف في وجوهها الصحيحة السليمة لا فنحن ندرك قول رسولنا صلى الله عليه وسلم ك
ما ورد في الحديث" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ" ( رواه مسلم وأبو داود) وغيره من النصوص الصريحة الصحيحة في معنى
الحب.
وأعلم أنه لا يوجد دين يحث أفراده على التحابب والمودة والتالف كدين الإسلام وهذا في كل وقت وحين وإن المشاعر والعواطف والتعبير عنه
ما لا يسوغ للمسلم إحداث يوم يعظمه ويخصه من تلقاء نفسه ويسميه
عيدًا ويجعله كال
عيد فكيف وهو من أعياد الكفار، وهذا التقليد والتشبه يحدث خللاً في شخصية المسلم من الشعور بالنقص والصغار والضعف والانهزامية، ثم البعد والعزوف عن منهج الله وشرعة فقد أثبتت التجربة أن الإعجاب بالكفار وتقليدهم سبب لحبهم والثقة المطلقة بهم والولاء لهم، والتنكر للإسلام ورجاله وأبطاله وتراثه وقيمه وصدق الله ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [المجادلة: 22]
لا زيادة ولا نقصان
وقبل الختام إذا علمت أيها المسلم الموحد أنه وباختصار المقصود بهذا ال
عيد هو إشاعة المحبة بين الناس كلهم مؤمنهم وكافرهم ـ ف
ماذا سيكون موقفك من هذا ال
عيد؟ فكن على شرعتك ومنهاجك الحق؛ واعلم أن الأعياد في الإسلام محددة وثابتة لا تقبل الزيادة ولا النقصان، وهذا من صلب عبادتك وهي توقيفيه شرعها الرب جل جلاله وسنها لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون) [ال
مائدة :48].
ونخشى ونحن نرى هذا الانفتاح بين كافة الشعوب حتى غدت شعائر الكفر وعاداتهم تنتشر بين وفي أوساط المسلمين نخشى أن نكون من الفئام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين يتبعون أعداء الله في بعض شعائرهم وعاداتهم حذوا النعل بالنعل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ " رواه مسلم.
لا تبشر بخير
والمتأمل يرى أنه في السنوات الأخيرة انتشرت ظاهرة التقليد للنصارى وغيرهم بين كثير من المسلمين ذكورًا وإناثًا لا تبشر بخير ومن هنا جاءت هذه الرسالة المختصرة داعيًا أولي العلم والدعوة أن يبينوا شريعة الله تعالى نصحًا لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم حتى يكونوا على بينة من أمر دينهم ولئلا يقعوا في
ما يخل بعقيدتهم وتوحيدهم وإي
مانهم الذي أنعم الله بها علينا جميعًا هذا جهدي وابتعدت عن التفصيل و الإسهاب في
ما هو مقرر لكثرته واكتفيت بالإشارة وآثرت الاختصار رغبة في الاعتبار، إن أردت إلا الإصلاح
ما استطعت؛ و
ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه وأملاه
بدر بن نادر المشاري
5/1/1426هـ